البروفيسور أوشيروف يتحدث عن اكتشافاته مع الهيليوم 3 في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية في 10 يوليو 2005— استضاف مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية صباح يوم السبت الموافق 9 يوليو، البروفيسور دوجلاس أوشيروف أستاذ الفيزياء والفيزياء التطبيقية بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، والذي تحدث عن "ماذا يحدث حقيقية للمواد عند درجة الصفر"، و"اكتشاف انسيابية الهيليوم، نظرة طالب حديث التخرج"، حيث تطرق الدكتور أوشيروف خلال المحاضرة الأولى إلى اكتشاف حقيقة ما يحدث للمواد عند درجة الصفر، مشيراً إلى الفكر السائد بكون جميع أنواع الحركة تتوقف عند الصفر المطلق. مؤكداً أن هذا التفكير ليس الحقيقة، وأن هناك العديد من أنواع الحركة التي تتطلبها قوانين الحركة الكمية والتي يجب أن تتواجد تحت مختلف درجات الحرارة. وقد قام البروفيسور أوشريوف خلال المحاضرة بوصف بعض أنواع هذه الحركة وبعض العواقب الناتجة عنها بما فيها فشل سائل الهليوم بالتحول إلى جسم صلب تحت تأثير ضغط الأبخرة الناتجة عنه حتى عند الصفر المطلق. كما أشار إلى أن بعض الجزيئات يلزمها أن تتبع نظرية بولي مما يؤدي إلى الحقيقة الحتمية بأنه عند درجات حرارة منخفضة فإن الهليوم-3 يكون أكثر تنظيماً في حالته السائلة عن حالته الصلبة. وأشار أوشيروف أن معرفته لهذه الحقيقة مكنته من الوصول إلى درجة حرارة منخفضة هي 3000 درجة من الصفر المطلق والتي يتحول فيها الهليوم-3 إلى سائل.

كما تحدث البروفيسور أوشيروف عن تجربته الشخصية عندما كان شاباً في السنة الخامسة من الجامعة حيث اكتشف أدلة على وجود مرحلتين غير متوقعتين في تحول خليط سائل وصلب من هيليوم 3 في درجة 3000 من الصفر المطلق، مستعرضاً عدداً من التجارب التي قام بها مع مجموعة من أساتذته آنذاك.

جدير بالذكر أن البروفيسور أوشيروف حصل على شهادته الجامعية عام 1967 من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ودرجة الدكتوراه من جامعة كورنيل بإيثاكا بنيويورك. قام بالإشراف على إجراء الأبحاث بمعامل بيل للتليفونات منذ عام 1972 إلى عام 1982، كما أشرف على أبحاث "الأجسام الصلبة" و"درجات الحرارة المنخفضة" في نفس المكان منذ عام 1982 إلى 1987. أصبح أستاذاً بجامعة ستانفورد، بكاليفورنيا عام 1987.

حصل البروفيسور دوجلاس أوشيروف على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1996 بالاشتراك مع العالمين دافيد لي، وروبرت ريتشاردسون لاكتشافهم للسيولة الخارقة لنظير الهليوم-3. عمل البروفيسور دوجلاس أوشيروف بعد تخرجه مع لي وريتشاردسون في معمل درجة الحرارة المنخفضة بجامعة كورنيل، حيث قام الفريق بإجراء أبحاث عن صفات الهليوم-3 تحت درجة حرارة لا تتعدى بضعة آلاف وحدة من درجة واحدة فوق الصفر المطلق (-237). وخلال الأبحاث لاحظ أوشيروف قفزات صغيرة في الضغط الداخلي لعينة من مركب الهليوم-3، ولفت انتباه الفريق إلى هذه الانحرافات البسيطة. استنتج الباحثون في النهاية أن مركب الهليوم-3 قد مر بمرحلة انتقالية إلى حالة السيولة الخارقة، والتي يفقد فيها جزيء السائل عشوائيته ويبدأ في الحركة بشكل منتظم. مثل هذه المادة تفتقر إلى الاحتكاك الداخلي، وتتدفق بدون مقاومة، وتلتزم بقوانين الكمية الحركية بدلاً عن من قوانين حركة السوائل التقليدية. مكن اكتشاف السيولة الخارقة للهليوم-3 العلماء من الدراسة بشكل مباشر باستخدام نظم مرئية أو مكروسكوبية المؤثرات الكمية الحركية التي تم دراستها سابقاً بطريقة غير مباشرة في الجزيئات، والذرات، وما بداخلها.

 
الأستاذ الدكتور دوجلاس أوشيروف   المحاضرة


شارك