تقرير فى جريدة لوفيجارو ا

تاريخ النشر

نشرت جريدة لوفيجارو الفرنسية في عددها الصادر يوم الخميس 25 إبريل 2002 تقريراð شاملاð عن مكتبة الإسكندرية ، صحبته بحوار مع الدكتور إسماعيل سراج الدين.

أهتم المقال بمبنى وعمارة المكتبة الخارجية والداخلية ، حيث شرح الشكل الدائري المائل للمكتبة الذي يرمز لقرص الشمس الخالد مما يجعله دائماð مستعداð لاستقبال شتى أنواع المعارف ونقلها إلى العالم عن طريق حوض البحر المتوسط.

ويظهر الانبهار الواضح لكاتبة المقال بعمارة المكتبة وفهمها الجيد لرموزها كلما تقدمنا في القراءة. فهي ترى أن الكوبري الذي يربط جامعة الإسكندرية بالمكتبة ليصل بلا نهاية إلى البحر المتوسط ، هو تجسيد ملموس لحرية التفكير اللامحدودة التي ترتكز على أساس علمي صحيح. كما أنها تشرح أهمية الحائط الجرانيتي الرائع المحيط بالمكتبة فعليه حفرت أبجديات العالم ، مما يذكر بالمكانة التي تصبو لها المكتبة في عالم العلوم والمعارف.

ويتناول المقال بعد ذلك تعدد المباني المحيطة بالمكتبة كالقبة السماوية ومبنى قاعة المؤتمرات ، والمعاهد العلمية والمتاحف المنبثقة منها ، كمتحف العلوم والمدرسة الدولية لدراسات المعلومات ومعمل الترميم ، هذا التنوع والتعدد الذي يعطيها تكاملاð يصل الى الشمول.

ثم تنتقل الكاتبة لوصف المبنى من الداخل بطوابقه العشرة ، وقاعة القراءة الكبرى فيه ، والتي تسع لأكثر من 2000 قارئ مما يجعلها من أكبر قاعات الاطلاع فى العالم على الإطلاق ، وهي مجهزة بأحدث أنواع الأثاث ومستعدة لاستقبال أكثر التكنولوجيات تطوراð. ولا تغفل الكاتبة عن شرح الجانب الزخرفي للقاعة ، فبجانب هذا التقدم التقني الرائع يوجد بها 98 عامود على شكل زهرة اللوتس النيلية. كما أنها بهرت بإمكانية رؤية ضوء الشمس المباشر في جميع طوابق المبنى.

وتقول الكاتبة أن الوصول إلى هذه الصورة الرائعة والحضارية تطلبت شجاعة وإقدام وإرادة حديدية. فقد ولدت الفكرة أساسا عند الأستاذ الدكتور/ مصطفى العبادي ، والأستاذ الدكتور/ لطفي دويدار. وتبناها على الفور السيد الرئيس محمد حسني مبارك ، ووضع حجر أساس المشروع بعد موافقة اليونسكو عليه عام 1988. وكان إعلان أسوان عام 1990 بمثابة نداء لإعادة إحياء مكتبة الإسكندرية. وقدرت التكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 225 مليون دولار ، حصلت مصر منها على تبرعات دولية بحوالي 100 مليون دولار منها 65 مليون دولار من الإمارات والعراق والسعودية.

وأرادت الكاتبة أن تلقي الضوء على الإسهامات الفرنسية في هذا المشروع الضخم ، فقد بلغ إجمالي التبرعات الفرنسية على المدى الطويل حوالي 5.8 مليون فرنك فرنسي تركز معظمها في نظام الحاسب الآلي. وكغيرها من البلاد فقد أهدت فرنسا العديد من الكتب القيمة للمكتبة كمجموعة لابلياد ، بالإضافة إلى 2000 من أقيم مطبوعات المعهد الفرنسي للآثار الشرقية. وكما ذكرت كاتبة المقال أن ثلث العاملين في هذا الصرح العملاق ممن يجيدون اللغة الفرنسية وأن المطبوعات الرسمية تصدر باللغات الثلاث ، العربية والإنجليزية والفرنسية.

ثم جاء بعد ذلك سرد سريع ومختصر لإسهامات مختلف دول العالم كالنرويج وإيطاليا واليابان وألمانيا وأسبانيا.

ويتبع هذا التقرير حديث للأستاذ الدكتور/ إسماعيل سراج الدين ، نصه:

ما رأى سيادتكم فيما يقال أنه يجب أن يكون للبلاد الفقيرة أولويات غير إنشاء مكتبة كمكتبة الإسكندرية؟

أقول أنه لا يوجد في العالم مكان واحد لا ترتبط فيه التنمية ارتباطاð وثيقاð بالثقافة. إن هدف هذه المكتبة هو نشر العلم والمعرفة. ومن جهة أخرى أود أن أوضح أن مصر لا تعد دولة فقيرة ، فتاريخها وتراثها وثقافتها وكبار العلماء المصريين الذين عرفهم العالم يثبتون عكس ذلك. وستعد هذه المكتبة مكتبة القرن الواحد والعشرون وهي إحياء لذكرى مكتبة الإسكندرية القديمة التي شيدت منذ أكثر من 2300 عام ، ولذلك فقد كان من المستحيل عدم استجابة مصر لهذا المشروع الذي حظي بتأييد المجتمع الدولي.

ما هي نوعية الجمهور الذي اجتذبته المكتبة في افتتاحها التجريبي؟

أولاð أحرص على أن أقول أن الافتتاح التجريبي قد قوبل بحماس منقطع النظير يتعدى كونه فضول مرتبط بأهمية الحدث ، وأنا هنا لا أبالغ فقد لاحظ الجميع هذا الحماس. ووصل عدد الجمهور إلى 10000 زائر في اليوم ، معظمهم من الشباب والطلبة ، فمصر عامرة بشبابها والمكتبة تقع بالقرب من جامعة الإسكندرية. ولكن هذا لا ينفي وجود نوعيات مختلفة من الجمهور.

ماذا تتمنى أن يقال عن المكتبة في المستقبل؟

أريدها أن تكون مركز لأكثر ما توصل إليه الفكر والعلوم الإنسانية تقدما. وأن تعد واحدة من أهم أشكال الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب وخاصة في حوض البحر المتوسط. أريد أن تنال احترام كل الحضارات والثقافات وأن يكون متاح فيها الحصول على جميع المعارف القديم منها والحديث. وأن تكون شاهدة على أثمن وأعظم الاكتشافات العلمية.


شارك