مكتبة الإسكندرية تشارك في إحياء آمال الملايين من الفقراء

تاريخ النشر

الإسكندرية في 26 ديسمبر--تشارك مكتبة الإسكندرية العديد من دول العالم في برنامج بعنوان "الإقراض متناهي الصغر"، والذي يستهدف 100 مليون أسرة فقيرة بنهاية عام 2005. بدأ البرنامج مع قمة عمالة الشباب التي عقدت في المكتبة عام 2002، حيث تواصلت الجهود بعدها للوصول إلى 175 مليون أسرة شديدة الفقر بنهاية 2015، من خلال حملة جديدة تبدأ مع انعقاد قمة الإقراض العالمية في نوفمبر 2006 بكندا.

وتعد برامج القروض متناهية الصغر من أبرز المشروعات وأكثرها فاعلية في مجال التمكين والدعم الاقتصادي للفئات الفقيرة، خاصة من النساء والشباب. وتقدم تلك القروض من خلال بنوك متخصصة أو من خلال منظمات المجتمع المدني، حيث استطاع أكثر من 66 مليون شخص شديد الفقر في العالم، الحصول على قروض صغيرة في عام 2004 لبدء وتطوير مشروعات صغيرة.

ويرجع نجاح برامج القروض متناهية الصغر إلى العديد من السمات التي تتميز بها عن نشاط الإقراض المعتاد الذي تقدمه البنوك التجارية، حيث تستهدف خدمات الإقراض فيها الفقراء. وتعمل هذه البرامج على تنظيم الفقراء في مجموعات إنتاجية صغيرة، وهو ما يساعد في عمليات التسويق بجانب استغلال الضغط الاجتماعي الذي تشكله المجموعة على بعضها البعض كبديل عن الضمان المادي، حيث أن كل الأعضاء بحاجة إلى الاقتراض، وعادة ما يتم تسديد القرض على شكل دفعات أسبوعية. ويصاحب برنامج القروض عادة برنامج تدريبي لتنمية قدرات الأفراد، وتدريبهم على العمل من خلال فريق وعلى إدارة مجموعتهم وحل مشكلاتهم واستغلال القروض أفضل استغلال، وكذلك تدريبهم على كيفية حساب المدخرات والأرباح وحفظ السجلات، بالإضافة إلى عدد من البرامج الأخرى والتي تتعلق بالتوعية الصحية وتنظيم الأسرة ومحو الأمية وغيرها.

وتعتبر برامج القروض المتناهية الصغر من أنسب الوسائل تطبيقاً في المنطقة العربية ومصر والتي يمكن من خلالها مكافحة الفقر والبطالة. ويوجد حاليًا في مصر عدد من المنظمات والمشروعات التي تعمل في مجال القروض متناهية الصغر لتمويل النشاطات المهنية التي لا تحتاج إلى تكنولوجيا متطورة.

وقد قامت مكتبة الإسكندرية برعاية العديد من البرامج والمؤسسات المدنية ومساندتها ، مثل جمعية التنمية المستدامة، وقمة عمالة الشباب، بهدف دعم "حملة قمة الإقراض"، حيث تم إعداد برنامج متكامل يتم تنفيذه على عدة مراحل. وتم بالفعل تنفيذ مرحلتي التدريب الأولى والثانية، حيث أقيمت ورش عمل تم فيها توعية الشباب وتدريبهم ، وخاصة طلبة الجامعات وطلبة التعليم الفني، ومساعدتهم على إقامة استثمارات ومشروعات صغيرة ، وعمل دراسات جدوى لتنفيذ مشروعاتهم. كما تم تعريفهم بمبادئ التوظيف الذاتي وكيفية استخدام القروض متناهية الصغر لخلق مشروعات صغيرة. من المقرر بدء تنفيذ المرحلة الثالثة في يناير عام 2006، وهي تعد مرحلة التطبيق والتنفيذ. تعد الجهود المبذولة دفعة قوية للنهوض بالشباب المصري ووضع خطط مستقبلية لهم.

ويأتي اهتمام مكتبة الإسكندرية بهذا المشروع انطلاقاً من الدور الأساسي الذي تلعبه في تبني مفهومي الإصلاح والتحديث بشتى جوانبهما، وانطلاقاً من قدرتها على التواصل مع المجتمع المدني، بحكم ما لها من مبادرات في مجالات شتى وشراكات مع مختلف منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى شبكة الاتصالات التي تمكن المكتبة من التواصل مع جمهور واسع من المثقفين والمهتمين بقضايا التحديث.


شارك