رحلة القارب المصنوع من أعواد البردى "أبورا 2" عبر البحر المتوسط

تاريخ النشر

تقوم "أبورا ٢" اليوم بتحقيق إحدى أحلام صاحبها ورعاتها بإهداء مكتبة الإسكندرية بعض الإهداءات المقدمة من متحف كونتكي بالنرويج وذلك قبل انطلاق القارب في مهمته التي يسعى من خلالها إلى التأكيد على أن التبادل الثقافي بين الحضارات بدأ منذ العصر الحجري وقبل الحضارة الفرعونية.

 

ويرى السيد/ دومينيك جورليتز ، مؤسس وصاحب فكرة مشروع "أبورا ٢" ، أن الشعب المصري قد نجح في اقتحام أغوار البحر الأبيض المتوسط وذلك قبل التاريخ المكتوب.

 

وقد وصل السيد/ حورليتز والمركب "أبورا ٢" إلى الإسكندرية في منتصف مارس ليختاروا نادي اليخت السكندري ليكون نقطة لاستكمال أعمالهم قبل الانطلاق في رحلتهم التي ستبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع. 
 

ويتبلور الهدف الرئيسي لهذه الرحلة عند البدء بالإبحار بهذا القارب المصنوع من أعواد البردى "أبورا ٢" من الإسكندرية مرورا بالمثلث الثقافي المكون من مصر ولبنان وبحر إيجه. وستتم قيادة القارب في جزء معين من الإبحار في عكس اتجاه التيار وبشكل معارض للرياح ، وهو الجزء الذي سيقدم الدليل العملي من خلال هذا العرض البحري على صدق المقولة بأن هناك أدلة جديدة تشير إلى انتشار الثقافات التاريخية القديمة عبر البحار في عصور ما قبل الحضارة المصرية. 
 

وقد بنى السيد/ جورليتز تصميم القارب "أبورا ٢" على الرسومات الصخرية التي تم اكتشافها حديثا في صعيد مصر ، والتي يحتمل أنها قد رسمت في نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد ، حيث يظهر في هذه الرسومات أن ركوب البحر كان من الأمور المعتادة في جميع أنحاء شمال شرق أفريقيا. ويثبت البحث الدائر حول هذه الرسومات الصخرية أن الصور الخاصة بالقوارب تشير إلى أنها غالبا ما كانت تصنع من أعواد البردي. ويظهر في بعض صور هذه القوارب أن الجذع كان يتخذ شكل السيف مما كان يمكن القارب من الإبحار ضد اتجاه الرياح. وتعد هذه الخصائص المتعلقة بالإبحار لازمة وضرورية لإجراء أول اتصالات وعلاقات منتظمة عبر البحر ، وكذلك من أجل الانتشار الثقافي في الأراضي الواقعة فيما وراء منطقة شرق البحر المتوسط. 
 
وقد تم إنشاء القارب "أبورا ٢" وفقا للنموذج الذي يظهر في الرسومات الصخرية التي ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات ، وذلك للإثبات بشكل تجريبي وعملي أن المصريين لم يقوموا بالإبحار بقواربهم وسفنهم في نهر النيل فقط ولكنهم قاموا أيضا بعمل علاقات عبر البحار. ويعود اسم القارب المصنوع من ورق البردي "أبورا ٢" إلى الرمز القديم الموجود على الأهرامات المدرجة الموجودة في جزر الكناري.


مواقع أخرى

 


شارك